الموقع قيد التحديث!

التوحيد

بقلم السيدة سهام ناطور (عيسمي)
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

كلمة التوحيد هي أصل الدين وأساسه، ولأجلها خُلقت الدنيا والآخرة، والجنة والنار، وهي دعوة جميع الأنبياء والرسل.

يُعرّف مفهوم التوحيد في معاجم اللغة العربية بأنه مصدر خماسي مشتقّ من الفعل الثلاثي المضعّف وَحّد، أي جعل الشيء فرداً واحداً غير قابل للتعدُّد، وفي ذلك تمييز له عن بقية الأشياء، وفي التشديد نوع من المبالغة والتوكيد.

أما مصطلح عقيدة التوحيد فيعني خلاف الشرك، والإيمان التام بأنَّ الله تبارك وتعالى واحد أحد، فرد صمد، ليس له شريك في الملك أو الخلق أو تدبير شؤون هذا الكون الواسع، وبالتالي فهو الوحيد المستحِقّ للعبادة.

 ويُعرِّف الإمام ابن القيّم التوحيد بقوله: (ليس التوحيد مجرد إقرار العبد بأنه: لا خالق إلا الله، وأن الله رب كل شيء ومليكه، كما كان عُبَّاد الأصنام مُقرّين بذلك وهم مشركون، بل التوحيد يتضمّن محبة الله، والخضوع له، والتذلُّل على بابه، وكمال الانقياد لطاعته، وإخلاص العبادة له، وإرادة وجهه الأعلى بجميع الأقوال والأعمال، والمنع والعطاء، والحب والبغض، مما يحول بين صاحبه وبين الأسباب الداعية إلى المعاصي والإصرار عليها)، فتوحيد القلب يتضمَّن المعرفة الحقيقية لمعنى التوحيد بما فيه من النفي والإثبات.

ويتضمّن التَّوحيد في الدين نفي وجود أيّ آلهة أُخرى مع الله، ونفي الشَّبه بين الله وبين خلقه، فالله واحدٌ أحدٌ فردٌ صمدٌ، لا شريك ولا نِدَّ له، منفردٌ في التصرّف في مُلكه، لا يُسأل عمّا يفعل، لا يخرج عن مشيئته وإرادته شيء، بل هو الفعّال لما يريد، لا رادّ لأمره، ما شاءه كان، وما لم يشأه لم يكن. ولا يشبه الأجسام، ليس كمثله شيء ولا هو مثل شيء، ليس محدودًا بزمان ولا مكان، بل الزمان والمكان من خَلقه وتدبيره.

فالتوحيد هو أصل الدين وعلم التوحيد هو أشرف العلوم على الإطلاق، لأنه يتعلق بمعرفة الله عز وجل، وما يجب له من الصفات وما يستحيل عليه وما يجوز في حقه سبحانه وتعالى، وما يتْبع ذلك من أمور النبوة والآخرة والأصول، فإن شرف العلم بشرف المعلوم، لذلك هو أشرف العلوم وأفضلها.

وقد قسّم العلماء التوحيد إلى ثلاثة أقسام:

توحيد الربوبية: الربوبية مشتقة من الرب، وتعني إفراد الله، سبحانه تعالى، بالخَلق والمُلك والتدبير، فلا خالق في الوجود إلا الله تعالى، ولا مالك للكون سواه، ولا مُصرِّف لشؤون الخلق والكون سواه، فهو مقسِّم الأرزاق، وهو المحيي والمميت.

توحيد الأُلوهية: والألوهية مشتقة من الإله، ويتحقّق هذا النوع من التوحيد بإفراد الله، سبحانه تعالى، وحده لا شريك له بالدعاء والتوكُّل والاستعانة وغيرها من العبادات.

توحيد الأسماء والصفات: وهو “إفراد الله سبحانه وتعالى بما سمى الله به نفسه ووصف به نفسه وذلك بإثبات ما أثبته من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل”. فلابد من الإيمان بما سمى الله به نفسه ووصف به نفسه على وجه الحقيقة لا المجاز، ولكن من غير تكييف، ولا تمثيل ويكون بالإيمان بجميع ما ورد من أسماء الله الحسنى، أو صفاته التي اتّصف بها، ويتضمن هذا الإيمان إثبات الكمال لله في جميع هذه الصفات. n

مقالات ذات صلة: