الموقع قيد التحديث!

الإيحاء

بقلم الدكتور منير عطا الله
عن موسوعته: “العقل البشري وقدرات جسم الانسان”
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

الإيحاء هو عمل أو سلوك، يستهدف وضع شيء ما في ذهن أو عقل شخص معين. وهو عملية عقلية، يبدأ من خلالها العقل بتقبل فكرة أوحي له بها ويضعها رهن التنفيذ. وهناك أهمية كبيرة للإيحاء الذاتي، أي الإيحاء الذي ينبع من فكر الشخص، ومن عقله الباطني، ويوحي له بعمل شيء ما، أو بالتصرف بالشكل المعين. وهناك ما يسمى العلاج بالإيحاء، وهذا العلاج يرجع إلى عهد القدماء المصريين، عندما كانت هناك معابد النوم أو ما يسمى بالنوم العلاجي. ويوجد ما يسمى الإيحاء الإيجابي في النفوس البشرية، الذي يتيح للإنسان الوصول إلى التوازن النفسي والجسدي، وعلينا أن نعلم أن الصور التي نعرفها عن أنفسنا، وعن تفكيرنا السلبي، لهما تأثيرات متسترة ومدمّرة علينا، وفي نفس الوقت، لدينا كامل القدرة على تخيّل الممكن والإيجابي والجيد والمطلوب والمرغوب والمقبول، وهذ أمر بسيط بالنسبة لكل واحد منا، وفيه تحسين لأوضاعنا النفسية وأفكارنا وحياتنا.

 وكتب الأستاذ سعود عبد العزيز مقالا في مجلة الابتسامة عن الإيحاء جاء فيه: الإيحاء هو فكرة تتحول إلى عمل، كيف ذلك!! من خلال الخيال، تخيل ما ترغب فيه وسوف يصبح حقيقة بعد التوكل على الله والدعاء له بتحقيق أحلامك ورغباتك.

يعود تاريخ اكتشاف الإيحاء إلى عهد الإنسان البدائي وأوائل من قام بممارسته هم الهنود عن طريق التأمل واليوغا، واليونانيون من خلال التدليك والروايات الإيحائية، وأيضا قدماء المصريين للتداوي من الأمراض. ويعتبر الإيحاء من أسهل وأسرع طرق التغيير الإيجابى وتحويل السلبية إلى إيجابية، ولا بد من توفر حالة سيكولوجية ضرورية لجميع الإيحاءات، وهى أن تكون لديك رغبة حقيقة فى تحقيق الهدف (شىء تريده) وثقة تامة بقدراتك. ولتطبيق الإيحاء تعلم أركانه الثلاثه الرئيسية وهى: 1. الفكرة. 2. العمل الغير واعٍ للفكرة. 3. نتيجة العملية الإيحائية.

ولفهم أكثر لهذه الأركان، لنفترض هذا المثال بأنك غاضب من زميلك فى العمل، وأثناء ساعات العمل، عند رؤيتك لة تشعر بالغضب الشديد يسيطر عليك ويفقدك أعصابك وتريد أن تصبح شخصا متسامحا وهادئا، جرب أن تصف نفسك بصفة التسامح والهدوء كلما رأيت زميلك أمامك وكرر في داخلك هذا الإيحاء (أنا متسامح وأشعر بالهدوء) وطوال فترة عملك، وحتما سوف تتأثر من إيحائك لذاتك، وفي نهاية ساعات العمل راقب نفسك ستجد أنك بدلا من أن تفقد أعصابك عشرات المرات أثناء العمل بأنك لم تغصب إلا ثلاث أو أربع مرات. إن هذة الإيحاءات المستمرة ستجعلك في البداية مشدود الأعصاب، لكن مع استخدامها الدائم سوف تصبح عادة فيك، وبعد الانتهاء من اكتساب صفة التسامح فيك وتحويلها إلى عادة دائمة فى شخصيتك ابحث عن صفات سلبيات أخرى فيك، تود التخلص منها واكتساب صفات إيجابية جديدة فيك، وذلك بتكرار نفس العملية الإيحائيه السابق ذكرها لمدة شهر تقريبا، وستكون سعيدا من النتائج وتشعر بالرضا.

مقالات ذات صلة:

في رحاب الكرمل المقدس

اكتسب جبل الكرمل منذ القدم، هالة من القدسية، حيث كان من أوائل المناطق التي استوطنها إنسان في بلادنا، إذ تدل

التعدّديّة الحضاريّة العالميّة

موديل التعدّديّة الحضاريّة العالميّة (Global Cultural Pluralism) يشمل كلّ بقاع ودول وشعوب العالم بواسطة وسائل وشبكات الاتّصال والتواصل الحديثة الإلكترونيّة