الموقع قيد التحديث!

استهلال العدد 154: ما مات من كانت العمامة رايته

بقلم أسرة مجلة “العمامة”
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

بعد التوكل على الله، والترحم والشكر والامتنان والعرفان لكل من شاركنا وواسانا وأزرنا مصابنا الجلل من كافة أرجاء المعمورة بفقدان كبيرنا وشيخنا ومرشدنا وراعينا المحرر المسؤول وصاحب الامتياز لمجلة “العمامة” الشيخ الكاتب سميح ناطور، تؤكد اسرة “العمامة”، بأنها ستصون العهد، وعلى دربه ونهجه ستسير، وستواصل المشوار بتصميم وعزم وشموخ، تخليداً لروحه وذكراه الطيبة، وايماناً منها بالحاجة الماسة وبالقيمة التي لا تثمّن لهذه المجلة الثقافية والاجتماعية والأدبية والتاريخية التي شاع ذكرها ليس فقط محليا وانما شرق اوسطيا وعالميا أيضا.   

إن ما وردنا ويردنا بعد رحيل المحرر المسؤول لمجلة “العمامة” ومعدّها الشيخ سميح من كلمات مؤثّرة ومقالات معبّرة ومواساة مخلصة وصادقة واهتمام متعاظم بالمجلة وبإصدارات دار اسيا للنشر، يثلج صدورنا ويقوّي إيماننا ويشد عزيمتنا على الاستمرار فيما أوصى به فقيدنا الغالي ويدفعنا، لا بل يحتّم علينا، أن نتوجه لكل من ساهم في السابق والحاضر من أصحاب الأقلام والكتّاب والقرّاء أو يريد المساهمة مستقبلا في استمرار صدور هذه المجلة بمضامينها التوحيدية الخاصة والمميزة، انطلاقاً من غيرته على مصلحة طائفته وشعبه وإيمانه الراسخ بأن صدورها  هو أمر غاية في الأهمية، أن لا يتردد في ذلك بتاتاً، “أسرة العمامة” تشكر سعيكم سلفاً وتثمن ذلك عالياً.

لقد أسس وأطلق الكاتب والشاعر الشيخ سميح ناطور طيّب الله ثراه، مجلة “العمامة” التي تعنى بشؤون الطائفة الدرزية من منظور موضوعي خاص يليق بها وبمكانتها قبل 38 عاماً، أي في العام 1982، وصدر العدد الأول لها في شهر تشرين ثاني من نفس العام، وتطرق المؤسس الشيخ سميح في كلمة العدد الأولى آنذاك الى أهمية “العمامة” عند الدروز والى الهدف من صدور المجلة تحت هذه الراية: “ومن هذا المنطلق أصدرنا مجلتنا هذه وأطلقنا عليها هذا الاسم لتكون مجلة دينية، بل لتكون مجلة درزية تبحث في تاريخ الدروز المجيد وتبحث عن زعمائهم وشعرائهم وقادتهم عبر التاريخ، تبحث عن أوضاعهم الراهنة في كل مكان وتحاول أن تدرس مشاكلهم وتنشر عن أعمالهم وتنقل أخبارهم فتاريخنا عريق ومليء بالحوادث المشرقة المشرّفة فقد بنى مولانا الحاكم بأمر الله في القاهرة دار الحكمة حين كانت معظم مدن أوروبا الراقية اليوم مستنقعات إقطاعية، وقد بدأ فخر الدين المعني الكبير ببناء لبنان على أساس من العدل والمساواة والديمقراطية حين كانت هذه الأمور مجرد أفكار في عقول الغرب وقد أمرت تعاليم الديانة الدرزية بالمساواة بين الرجل والمرأة وبالزواج من امرأة واحدة في حين كانت تباع في الأسواق وتستخدم للّهو والعبث والمجون. ستبحث المجلة في كافة الأمور الثقافية والاجتماعية والأدبية والتاريخية والحضارية للدروز هنا وفي كل مكان وستبتعد عن الأمور السياسية، لأن السياسة بطبيعتها متقلبة متغيرة، فصديق اليوم هو عدو الأمس والبطل المقدام والمناضل الكبير أمام الناس هو عميل ذليل في الخفاء لذلك نترك السياسة لغيرنا وما أكثرهم بيننا وليس معنى هذا أن تكون المجلة سلبية ومنعزلة عما يجري في أوساط الدروز وإنما سترافق الحوادث وتبحث في جذورها وأسبابها ونتائجها من نقطة انطلاق علمية محايدة وليس من موقف سياسي معين. وهناك موضوع آخر سنتجنبه من على صفحات المجلة هو التعاليم الدينية السرية لدين التوحيد فلن نسمح بكشف سر أو شرح أمر من الأمور التي بقيت محفوظة في خلواتنا وفي أعماق خزائننا.  وثمة موضوع آخر ستبتعد عنه “العمامة” هو النقد والتهجم الشخصي فلن نسمح بنشر أي مقال فيه نقد لشخص ما مهما كان مركزه، وإنما نسمح بنشر نقد لظاهرة سلبية في مجتمعنا فيها ما يسيء إلى حياتنا وندعو إلى إصلاحها”.

ومنذ ذلك الحين الى يومنا هذا صدر 153 عدداً من مجلة “العمامة”، واضحة المعالم كما حددها مؤسسها، تضمنت مقالات ومعلومات هامة ومتنوعة في شؤون الطائفة الدرزية محلياً واقليماً وعالمياً وسرعان ما تحولت هذه المجلة غزيرة المضامين والأسلوب الى شبه موسوعة في قضايا الطائفة المعروفية التوحيدية، ونالت اهتماماً واسعاً لم يسبق له نظير.

وفي هذا العدد الخاص الذي تضعه اسرة “العمامة” بين ايديكم، الأول بعد رحيل المؤسس والمحرر المسؤول الشيخ الكاتب سميح ناطور، سنتناول وسنركز على رحيل هذا الشيخ الفاضل والمفكر الكبير والانسان العظيم ورب الاسرة الفذ، الذي وضع العلم والتعليم في أعلى مناحي الحياة، وكرس حياته وقدراته لرفعة وعزة طائفته وصون تراثها وتاريخها وامجادها وحضارتها، مع الحفاظ على طابع مجلة “العمامة” الخاص كما عهدتموه على مدار سنين طوال من خلال الموضوعات التي سيتناولها هذا العدد من المجلة الذي كتب فقيدنا الغالي قسماً منه قبل أن وافته المنية في الفاتح من شهر أيلول 2020. وكم هو رمزي ان تحتضن “العمامة” سيرة حياه ومشوار علمها وراعيها منذ انطلاقها. اذ لم يكن من السهل على اسرة “العمامة” اخراج هذا العدد الى النور مع ما يحتويه من مضامين حول مؤسس وحامل راية ورمز “العمامة” بعد رحيله المفاجئ. باسمك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى، نتضرع اليك يا صاحب الملك والملكوت والقدرة والجبروت أن تعيننا على صون العهد ومواصلة الدرب..

أسرة مجلة “العمامة”

تشرين ثانٍ 2020

مقالات ذات صلة:

نشاطات طائفية – العدد 155

موقف لذكرى فقيد أهل الدّين التّقيّ المرحوم الشّيخ أبي زين الدّين حسن الحلبي في موقف مهيب ومؤثّر، حضر ظهر  الأربعاء