الموقع قيد التحديث!

أقدم مقامين درزيين في الشرق

بقلم الشيخ الأستاذ علي المن
مفتش التراث الدرزي سابقا
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

تحيي الطائفة الدرزية في العاشر من آذار  كل سنة، ذكرى تحرير الشحّار وإنقاذ مقام الأمير السيد (ق) من همجية الكتائب التي استولت على بعض القرى بخدعة، وتحت غطاء أجنبي، وقتلت وهدمت وتصرّفت بشكل ليس له مثيل. وقد دعم الله سبحانه وتعالى أبناء الطائفة الدرزية، أن يهبّوا بالرغم من الظروف الصعبة للدفاع عن أنفسهم، ولتحرير مقدساتهم، فحققوا الانتصار الساحق في شهر شباط عام 1984. وقاموا بتحرير المقام الشريف. وأعلن فضيلة سيدنا المرحوم الشيخ أمين طريف عام 1984 موعدا للاحتفال بهذه المناسبة بالزيارة لمقام سيدنا شعيب عليه السلام، وإجراء الصلوات في العاشر من شهر آذار كل سنة، وهو اليوم الذي قام فيه سكان قرية حضر بزيارة المقام الشريف عام 1974. وليس صدفة أن تجري الاحتفالات بتحرير مقام سيدنا الأمير السيد (ق) في مقام سيدنا شعيب (ع) في حطين، فهذان المقامان، هما أقدم مقامين ما زالا يزاران في الشرق الأوسط. هذا طبعا إلى جانب جامع الحاكم بأمر الله في القاهرة.

مقام سيدنا شعيب (ع) في حطين، هو أقدم من المقام في عبيه، وقد جاء له ذكر في أيام الدعوة، عندما قام الأمير رافع بن أبي الليل (ر) وقاد جيشه المؤلف من الموحدين، إلى جوار قبر النبي شعيب عليه السلام، بعد أن حقق انتصارا كبيرا على الكفار في معركة الأقحوانة، جنوبي طبريا عام 1029. ويُعتقد ان المقام كان عبارة عن حجرة صغيرة، تضم الضريح الشريف. وجاء ذكر للمقام في كتاب الرحالة الفارسي ناصر خسرو بعنوان سفر ناما، الذي مر بالمكان عام 1046 أي بعد إغلاق باب الدعوة بسنتين. وقصة بناء المقام عام 1187 معروفة من قِبل السلطان صلاح الدين الأيوبي، الذي بُشّر قبل معركة حطين بأنه سينتصر، والذي احترم وقدّر دعم الموحدين الدروز له وبسالتهم في معركة حطين، فعيّن أحد القادة من الموحدين حاكما للمنطقة، ومسئولا عن المقام، الذي شُيد خلال بضعة أشهر، وهو يزار من قِبل أبناء الطائفة الدرزية منذ ذلك الوقت. أما مقام سيدنا الأمير السيد (ق) فهو مكوّن من بيت المرحوم، الأمير السيد (ق) وقد تم إعداده لمزار من قِبل تلاميذ الأمير (ق) بعد وفاته عام   1479 وضم ضريحيْن للأمير (ق) ولنجله المرحوم عيد الخالق (ر). وبدأت الزيارة أليه في أواخر القرن السادس عشر، وهي مستمرة حتى اليوم. حيث أقيم إلى جانبه بيت اليتيم الدرزي ومؤسسات اجتماعية أخرى. أما باقي المقامات الموجودة فقد أقيمت وبُنيت في المائتي سنة الأخيرة،

مقالات ذات صلة:

الصلاة عن بُعد

لقد حبانا الله سبحانه وتعالى، نحن الذين نعيش اليوم، وندرك ونعي ما نشاهد، وما نرى، وما نسمع ، أن نعيش