الموقع قيد التحديث!

الشيخ الصافي – الشيخ ابو صافي محمد ابو ترابي تلميذ سيدنا الشيخ الفاضل أبي محمد هلال (ر)

بقلم الشيخ أبو نعيم نسيب بدر
حرفيش
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

بالاستناد إلى المعلومات المتوفرّة وما تمّ تناقله فإن الشيخ الصافي من آل أبي تراب الذين رحلوا من فلسطين وكانوا من سكّان قرية حرفيش في الجليل، وبالإضافة إلى الشيخ الصافي، تشير المعلومات إلى ارتحال ثلاثة مشايخ كبار وأتقياء من قرية حرفيش إلى وادي التيم في زمن الحروب الصليبيّة وقيام الدولة اللاتينيّة في القدس. وقد أتى آل أبي تراب إلى وادي التيم، وسكنوا في عين حرشا قضاء راشيا في محافظة البقاع اللبنانيّة، وكان اسمهم آل بني تراب نسبة إلى آل تراب في فلسطين واشتهروا هناك، ومنهم فصائل ارتحلت إلى جبل الدروز إلى مدينة السويداء وصلخد وعدّة قرى أخرى، وفي أواخر فترة المماليك وحروبهم مع العثمانيين، عاد منهم الشيخ علي بدر إلى قرية أجداده في حرفيش. الشيخ الصافي هو لقب له واسمه الشيخ أبو صافي محمد أبو ترابي من عين حرشا، كان تلميذًا لسيّدنا الشيخ الفاضل أبي محمد هلال، رضي الله عنه، وعاش وإيّاه حياة الزهّاد والشيوخ الأتقياء. وكان الشيخ الصافي شجاعًا نادرًا في عصره، يتمتّع بقوّة شديدة، وخفّة في جسمه، وقد قيل عنه إنه وهو مارّ في طريقه كان يطير أمامه رفٌ من الحجل فيضرب بسيفه ويقتل منه، ويروى عنه أيضًا أنه عندما كان مارًّا في أحد الجبال رأى أنثى النمر وصغارها فطاردهم وجاء بهم إلى الشيخ الفاضل، فلما رآهم الشيخ الفاضل (ر) سبّح الخالق عزّ وجلّ، فجاءت النمرة ووضعت يدها على الباب وطرقته بيدها وبدا عليها علامات الإذلال، فأمر الشيخ الفاضل بإرجاعهم إلى مكانهم ففعل ذلك الشيخ الصافي. وذُكر أيضًا أنّه عندما كان الشيخ الفاضل يتجوّل كعادته في الجبل، مرّ به رجلٌ شقيّ وأخذ منه عباءته، فلما رآه الشيخ الصافي بدون العباءة، قام بسؤاله عنها فقال له الشيخ الفاضل: أخذها مني اللص، فسأله وماذا قلتَ له؟ فأجابه: قلت له بئس الصنعة، فلحقه الشيخ الصافي في التوّ وأخذ منه العباءة، وأرجعها إلى الشيخ الفاضل. وممّا يُروى عنه أيضًا أنه عندما كان مارًّا في بعض الطرق في مدينة دمشق قرب ضواحيها، استغاثت به امرأه: أنقذني أيها الشيخ من هؤلاء الأشرار، لم يكترث الشيخ الصافي في البداية خوفًا من أن تكون من المحتالات، ثمّ التقى بشاب في الطريق، فسأله الشاب: كيف لم تنقذها وهي من الموحِّدين الدروز مغلوب على أمرها، فرجع الشيخ الصافي إليها، وعندما رأى كبير الأشرار يأخذها بيدها إلى مكان آخر لكي يأخذها لنفسه دون رفاقه، وهي باكية حزينة كئيبة، أمرهم الشيخ الصافي أن يتركوها في الحال، ولم يكترثوا لمطلبه، فهجم عليهم بسطوته وسيفه وقتلهم جميعًا، ثم جاء بالامرأة وأوصلها إلى بيت أبيها باب المصلع، وقصّت المرأة ما حصل معها، وبأن الشيخ الصافي قد خلّصها من قوم الأشرار، فأكرمه أهل المرأة غاية الإكرام، وقد كانوا أصحاب ثروة وغنى، ووضعوا له طعامًا، وقدّموا له صحنًا مليئًا بالذهب، فأبى أن يأخذه، فوضعوه في محرمته، ولم ينتفع الشيخ منه ، بل عمّر به مجلس الشام الموجود حتّى الآن، وعمّر أيضًا في الباقي خلوة لسيدنا الشيخ الفاضل (ر)، وقام بتوزيع ما تبقّى  على نيّة الخير، ولم يبعده الشيخ الفاضل بعد تلك الحادثة ولا يومًا واحدًا. وعندما توفّي الشيخ الصافي دُفن بجانب ضريح الشيخ الفاضل في عين عطا فرضي الله عنهما.

مقالات ذات صلة: